التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الملالي أو الملا في موحسن


الملالي أو الملا في موحسن.......

موحسن السبت 13 شباط 2010ا لكتاتيب خصوصيتها لدى أهالي المنطقة لكونها ظلت لعقود طويلة منابر العلم الوحيدة قبل ظهور المدارس، وانتشار التعليم على صورته الراهنة، وقد تميزت مدينة "موحسن" بكثرة الكتاتيب مما أدى إلى وجود نسبة كبيرة من المتعلمين من كبار السن، فتحولت هذه المدينة إلى علامة فارقة في الريف.


وللحديث حول هذا الموضوع التقى eSyria الباحث "عيدان العمران" عضو لجنة التراث في المحافظة، والذي وصف لنا الوضع الذي كانت عليه الكتاتيب في "موحسن" بقوله: «استمر التعليم لأجيال مقتصراً على جهود "الكُتّاب" أو "الملالي" الذين يعلّمون قراءة القرآن فقط وحسب إمكانياتهم الفقهية وحتى هذه الطريقة لم تكن متوافرة في كل مكان لعدم استقرار الأهالي، ولكنها ازدادت لكثرة الناس والاستقرار وحب التعلّم، وشجعت الحكومة العثمانية التعليم الديني حيث قامت بإرسال بعض أبناء الوجهاء والشيوخ للتعلّم في "حلب" أو في "استانبول" ليعودوا ضباطاً أو قضاة».


وعن أسماء أشهر "الملالي" في "موحسن" أضاف قائلاً: «من الذين علّموا القرآن في "موحسن" "صالح الصاهود"، "ملا وردي"، "حمادي الهويدي" وهو من "الميادين" ومن تلاميذه: "ملا صالح الحسين"، "رمضان اليونس"، "ياسين الفريح"، "عبد الرحمن العبد الغدير"، "أحمد السلامة الحسين"، "علي اليونس"، "الخلوصي" أما من "موحسن" فأول من قام بالتعليم الديني هو "الملا علي المشعان".


ثم جاء بعده "الملا صالح الحسين" حيث قام بتعليم التلاميذ في بيت "السلامة" بحي "البوسيّد"، وقيل أنه حصل على رخصة بفتح مدرسة ومن الذين علّموا القرآن في الكتاتيب من "موحسن" وفي "موحسن" خلال العهد القريب هم:


"علي المشعان"، "الملا صالح الحسين"، "الملا محمود الملا صالح".


ولم يقتصر تعليم القرآن على الذكور فقط بل كان للبنات تواجد أيضاً فهناك بنات ختمن القرآن للذكر لا للحصر مثل: "زريفة سالم الحمدان"، "خديجة محمد البرجس"، "مريم جاسم الجراد"، "جوزة العلي الشيخ" ومعلمهم "الملا محمود العبد السلامة، وذلك في عام 1944».


وفيما يتعلق بسير عملية التعلم في "الكتاتيب" تابع حديثه بالقول: «يتوارد التلاميذ إلى "الملا" بشكل غير منتظم فبعضهم في أول الشهر؛ وبعضهم في منتصفه؛ وآخرون في أيام متلاحقة ومنهم من يختم القرآن، ومنهم من هو في البداية، وهذه تشكل صعوبة في التعليم بالنسبة للملا فيستعين بالتلاميذ المتقدمين في القراءة، وهم مساعدوه بحضوره ونوابه في غيابه.


ويجلس المتعلمون على الأرض أو يوضع تحتهم الفراش البسيط أو الحصير والتعليم مختلط بين الأطفال والبنات وعادة الختمه من سنة إلى سنتين وعقوبة التلاميذ هي الفلقة وأحياناً يوضع الحبر على أيديهم لعدم السباحة في النهر وأصبحت لهذه الطريقة في التعلّم ذكريات جميلة لمن مارسها وتعلّم فيها، وقد كان بعض الملالي "بدير الزور" يعلّمون القرآن والفقه واللغة العربية مثل "ملا جعفر" وقد استفاد منه "حمود الخزام" و"الملا محمود" و"الملا صالح"».


كما استطعنا اللقاء بأكبر "ملا" حالياً


الباحث عيدان العمران

في "دير الزور" وهو الملا "صالح العلي المشعان" عمره 91 عاماً، وعن شخصية أول معلم في الكتاتيب من سكان "موحسن" حدثنا قائلاً: «كان والدي الملا "علي المشعان" هو أقدم ملا من أبناء "موحسن" عرفته هذه البلدة، إذ إنه بدأ التدريس في عشرينيات القرن الماضي، وكانت أدوات التعليم بسيطة عبارة عن قلم وورق وعندما لا يتواجد الورق يضطر للكتابة على الأرض، وقد تخرج على يدي والدي عدد كبير من قرّاء القرآن بل ومن "الملالي" في الريف والمدينة، وقد بنى "سيباط" في "المفك" وهو مكان بين مدرسة "موحسن" الريفية حالياً وحي "البوسيّد" لتعليم القرآن وأخذت تتوارد إليه أعداد كبيرة للتعلّم وذلك في حوالي عام 1927، ومن تلاميذه للذكر لا للحصر "عبد الرحمن المشعان"، "عيسى علي الدخيل"، "صالح خضر المحيمد"، "علي الحمد الحاج"، "خليف حسين الهلال"، "خلف المحمد"، "موسى المطرب"، "محمود العبد السلامة"، "إسماعيل حمود الهلال" وكنت أحد تلاميذ والدي رحمه الله».


ومن الذين درسوا في الكتاتيب من أهالي "موحسن" التقينا السيد "عواد البرجس" والذي حدثنا عن دورها في محو أميته، قائلاً: «لقد درست عند "الملا" الذي كان في حينا حي "البوسيّد"، مما ساهم في تعلمي قراءة القرآن في سن مبكرة، وكان تعليم الملالي فيه جدية وصرامة».


ومن النساء اللواتي درسن في الكتاتيب التقينا السيدة "خديجة البرجس": «كان تعليم النساء في الكتاتيب خطوة أولى لدخول الفتيات إلى المدارس التي أنشئت فيما بعد، أي أن الخطوة الأولى في كسر حاجز التعليم لدى الفتيات كانت في الكتاتيب».


وعن العادات التي يتبعها "الملا"، وتلاميذه لمن يختم القرآن أضافت قائلة: «هناك عادات يتبعها الملا والتلاميذ فمثلاً من يختم القرآن يقوم زملاؤه بقرصه والمزاح معه ثم يحضرون "هبريّة" وهي "غطاء الرأس عند المرأة الفراتية" ثم يربطون يديه ويكثرون العقد ويُركبونه على حمار ويضعون على ظهر الحمار كيس "خيش" "أكياس الخيش والتي عادة تعبأ بها منتجات المحاصيل الزراعية من حبوب أو قش أو ما شابه ذلك" ويأخذونه باتجاه أهله وأقاربه ويسير خلفه زملاؤه وينشدون الأناشيد الدينية الخاصة بهذه المناسبة مثل:


يا برق شامي/ بلغ سلامي


على محمد/ خير الأنام


يا برق ابرق/ في الليل علّق


الله يفرق/ يوم الزحام


ويقوم أقارب التلميذ بفك العقد ووضع الحنطة في الكيس حسب المستطاع أو بعض النقود وأخيراً يصل إلى أهله ويفكون جميع العقد المتبقية من الرباط ويملؤون الكيس -أو حسب استطاعتهم- وعادة "الملا" لا يدقق ولا يطالب أهالي التلاميذ بأتعابه ولا يحددها بل همه أن يتعلم التلاميذ».

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الشكل القديم لمنطقة عشيرة البوخابور

  الشكل القديم لمنطقة عشيرة البوخابور على نهر الفرات في الامواح منقول عن المرحوم عيد العبدالله (أبو طالب) السكن : سكنوا في/ موح المريعية – موح العبد – موح الحسن/ بحدود عام 1750 م عندما جاؤوا من ضفاف نهر الخابور . جميع هذه الامواح سميت ادارياً فيما بعد  موحسن  وهؤلاء السكان الجدد اصبح اسمهم اهالي  موحسن  فكان لهم اسمين . 1-   الاسم الاداري : (اهالي  موحسن ) نسبة الى منطقة  موحسن 2-   الاسم العشائري : عشيرة البوخابور نسبة الى مجيئهم من نهر الخابور الذي نزح اليه جدهم الاول من حران وهو الامير محمد فوضعوا يدهم على منطقتين الاولى متاخمة لنهر الفرات وتدعى /الزور/ والثانية في البادية وتدعى /العزبة / منطقة الزور : 1-   الموقع : تقع  موحسن  شرق مدينة ديرالزور وتبعد عن مدينة ديرالزور حوالي /20/ كم 2-   الحدود : أ - من الشمال نهر الفرات بشكل متعرج ب- من الجنوب تلال تدعى (الظهرة ) وهي فاصل طبيعي يفصل الزور عن البرية ج- من الشرق منطقة البوليل والطوب هـ – من الغرب حوايج الجفرة والويسات والحصوة والشيحة وتلال ثردة 3-   المساحة : حوالي...

قصص من موحسن (الشيخ يونس العبد السلامة)

" يونس العبد السلامة " ولد الشيخ يونس العبد السلامة في موحسن عام 1900 وتوفي في عام1963 كان رجلاً كريماً وهو من بلدة " مو حسن " ومن فخذ " البو سيد " يمتاز بالحلم والحكمة , وكان يسمى عند البدو وعموم العشائر الفراتية " عارفه " يأتيه أهل الخصومات من أماكن بعيدة ليحكم بينهم " يشرع لهم " وبعض أهل الفرات يسمونه " الشرع " كان بيته في منطقة " أبو حيايا " قبلي " البوليل " . وكان بيته كبيراً " مخومس" ذهب إليه "السيد سنان الشيخ عطية " كان مأمورلعدّ الأغنام في بلدة " موحسن " ومعه ثلاثة أشخاص من موظفي المالية فدخلوا بيته الكبير . فلم يشاهدوا أحداً , فاستقبلتهم امرأة ورحبت بهم وسألوا عن صاحب البيت فقالت إنه موجود " كي لا يخرجوا ودخلوا فوجدوا رجلاً قد سبقهم إلى البيت الكبير وبعد لحظات تبين لهم أن صاحب البيت غير موجود , وأن الرجل الجالس ضيف فأرادوا أن لا يحرجوا المرأة في صنع الطعام , فاتفقوا على الخروج من الخيمة , والذهاب إلى بيت أخر , فذهبوا وجاءت المرأة مرحّبة بهم , ومشيرة إلى قرب أوان م...

البيئة في موحسن

                             🌹البيئة في موحسن 🌹 تقع مدينة موحسن على الضفة اليمنى لنهر الفرات تتوضع ضمن وادي الفرات ,يوجد فيها العديد من المسطحات المائية تسمى باللهجة المحلية "الصراة" وهي بحيرات صغيرة لا تتجاوز مساحتها 3 كم مربع, يعتقد أن السبب الرئيسي في تشكلها هو تحول مجرى النهر ضمن الوادي فيترك خلفه هذه البحيرات مثل ما تشكلت صراة الصبخة في خمسينيات القرن المنصرم , وفي الغالب تكون مياه هذه البحيرات مالحة,تعيش في هذه البحيرات أنواع من الأسماك وبعض الحيوانات المائية ,كما ينمو على ضفافها نبات الزل أو كما يسمى محليا "الحلفا" , ويوجد قربها غابات صغيرة طبيعية من نبات الطرفاء "الشبط" ,الحور الفراتي "الغرب" ,تشكل هذه البحيرات إضافة إلى ما يجاورها من غابات بيئة مثالية وآمنة للكثير من الحيوانات مثل ابن آوى "الواوي",الثعلب ,النمر الفراتي ,البط,وكثير من الطيور المائية ,كما تعتبر محطة وفيرة بالأمن و الغذاء للطيور المهاجرة. تعرضت الكثير من هذه المسطحات و الغابات إلى التخريب إما بفعل استصلاح الأراضي أو بسبب الاحتطاب الجائر م...